جذور حزب الله اللبناني (الجزء الاول)

جذور حزب الله اللبناني (الجزء الاول)

  • جذور حزب الله اللبناني (الجزء الاول)

اخرى قبل 4 سنة

جذور حزب الله اللبناني (الجزء الاول)

بقلم نبيل صدقي ملحم

ان الحديث عن حزب الله اللبناني يمتاز بالحساسية المفرطة .ذلك ان هذا الحزب له خصوصية تميزه عن الاحزاب والميليشيات العراقية وعن الحوثيين في اليمن .ورغم انه يتطابق معهم كليا من الناحية العقائدية والأيديولوجية (اعتناق نظرية الولي الفقيه ) الا انه يختلف عنهم من حيث نشأته التاريخية وتطوره وممارساته على الساحة اللبنانية سياسيا وعسكريا .كما انه كان وسيبقى رأس الحربة الذي تعول عليه ايران لتنفيذ مشروعها الأممي المتمثل بدولة المهدي المنتظر والتي ارسى أسسها الخميني كما اسلفنا سابقا .وبناء على ذلك تقتضي الضرورة ان نسبر جذور الإسلام السياسي الشيعي الفارسي في لبنان منذ عام 1958 حين جاء موسى الصدر الى لبنان وانشأ حركة امل التي ولد من رحمها حزب الله . . ونبدأ بالحادثة التاليه : يقول السيد “صبحي عبد الحميد”: ((خلال شهر نيسان1964 كنت متبوئاً منصب وزير الخارجية في وزارة “الفريق طاهر يحيى ألثانية وقتما قررت الدولة الإيرانية تعيين “سيد مهدي بيراسته” المقرب من شخص “شاه إيران” سفيراً لها في العراق.وعندما قدم اوراق اعتماده قال << أن جلالة الشاهنشاه محمد رضا بهلوي المعظم يرفع إليك أسمى آيات السلام -يا فخامة الرئيس- ويتأمل منك الحرص على شيعة ألعراق أنتبه السيد الرئيس عبد السلام عارف وخاطبه بلهجة أمر: قف عند حدك… شيعة العراق عرب أقحاح، وهم مواطنونا وأهلنا وأعزاؤنا وفي قلوبنا، وليسوا بحاجة لكائن من كان ليصبح وصياً عليهم… وهذا الذي تفوهت به أعتبره تدخلاً في شؤوننا الداخلية لا نقبله من أحد لذلك أرفض أوراق اعتمادك، فأستلمها واخرج وبلغ سلامي لشاهنشاهك ليبعث إلينا سفيراً أكثر أدباً وأصولاً… انتهت المقابلة”…)) أسوق هذه الحادثة لأقول ان شاه ايران وقبل مجيء خميني قد كان له احلام توسعية ولديه مشروعه الخاص به حيث ذكر شهبور بختيار - الذي قلده الشاه السلطة في إيران حينما تركها –( أن الشاه محمد رضا بهلوي كانت له أحلام توسعية كبيره فأرسل موسى الصدر إلى لبنان من أجل تعزيز مشروع إنشاء دولة شيعية تضم إيران والعراق ولبنان ووعده الشاه بخمسمائة ألف دولار مقابل ذلك ). وبداية ظهور موسى الصدر في لبنان تعود للحادثة التالية : عندما توفي مرجع شيعة لبنان عبد الحسين شرف الدين عام 1958 طلب آل شرف الدين من أحد أقربائهم المجيء إلى مدينة صور لخلافة عبد الحسين في هذه ألمرجعية حيث إنه قد نص على هذا الشخص لخلافته ، وكان هذا الشخص هو موسى الصدر ( ولد في قم بإيران عام 1928م)، ووافق آية الله محسن الحكيم على إرساله إلى لبنان ، كما كان والده أحد الآيات الكبار في إيران وتخرج هذا المرجع من جامعة طهران كلية الحقوق والاقتصاد والسياسة، وبالرغم من ذلك فقد حصل على لقب (الإمام ) وأتقن العربية والانجليزية والفرنسية اضافة للفارسية .والطريف في شخصية هذا الرجل انه كان مقربا من الشاه وخميني في آن معا .فإضافة الى انه تتلمذ على يد الخميني إلا انه ارتبط بخميني بصلة المصاهرة فابن الخميني أحمد متزوج من بنت أخت موسى الصدر، وابن أخت الصدر مرتضى الطبطبائي متزوج من حفيدة الخميني. وحين وصل موسى الصدر إلى لبنان عام 1958م، حصل على الجنسية اللبنانية بعد أن منحه إياها فؤاد شهاب بموجب مرسوم جمهوري مع أنه إيراني ابن إيراني . وكان هذا القرار فريداً من نوعه؛ لأن إعطاء الجنسية اللبنانية لغير المسيحيين أمر في غاية ألمشقة فكان ذلك القرار بمثابة التمكين لأقدام الصدر الى لبنان. . «وكانت شخصية الصدر وبداياته ودوره وتحالفاته مثار كثير من ألتساؤلات إذ أحاطها الغموض الشديد وعلامات الاستفهام ألكثيرة فهذا كامل الأسعد (رئيس مجلس النواب سابقا ـ وهو شيعي ـ قد قال في حديث نشرته مجلة الحوادث اللبنانية في 3/1/1975م : إن هناك أكثر من علامة استفهام تدور حول الخطة التي ينفذها موسى الصدر والأشخاص الذين يؤيدونه هنا وفي ألخارج وأبعاد هذه الخطة في لبنان وفي ألخارج . ماذا فعل موسى الصدر في لبنان خلال الفترة 58 -78 سنة اختفاءه في ليبيا: لاشك ان هذا الرجل كان ذو كاريزما خاصة وجاذبة ومؤثرة .ويختلف عن المرجع الديني الكلاسيكي القابع في الحوزة والذي يصدر الفتاوى .فقد كان ذو طاقة فكرية كبيرة ومحاورا من الطراز الأول ويتقن فن المناورة وبارع في نسج العلاقات مع العديد من الرؤساء العرب والعديد من قادة الأحزاب الوطنية اللبنانية وكان يعرف كيف يمضي بمشروعه خطوة بخطوة .وابرز ما قام به هو التالي : ( اولا: تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى: جاهد الصدر كثيراً لضم الشتات المبعثر لشيعة لبنان وما أن بدأ الالتئام حتى سعى إلى الانفصال التـام بالشيعة باعتبارها طائفة مستقلة عن المسلمين ألسنة في لبنان، فقد كان للمسلمين في لبنان مفتي واحد ودار فتـوى واحدة وكان المفـتي وقتـها هو الشيخ حسن خـالد (تم اغتياله فيما بعد) ـ، وادعى الشيعة أن الشيخ حسن خالد رفض التوصل إلى عمل مشترك معهم ، وفكر الشيعة في إنشاء «المجلس الإسلامي الشيعي ألأعلى عام 1966م ووافق مجلس النواب اللبناني على إنشائه واختير الصدر رئيساً للمجلس وبهذا أصبحت الشيعة طائفة معترفاً بها رسمياً في لبنان كالسنة والموارنة. وأصبح هذا المجلس المرجعية السياسية والدينية الجديدة التي تهتم بكل ما يتعلق بالشيعة اللبنانيين وبجميع شؤون حياتهم ومماتهم، وتحولت المرجعية بهذا المجلس من مرجعية فردية إلى مرجعية مؤسسيه وإن لم يتم التخلي عن دور المرجع الشخصي. ثانيا : تأسيس حركة المحرومين في22 حزيران1973: أخذت هذه الحركة في بدايتها بالسمة الاجتماعية والمناداة بتحسين أحوال الشيعة في لبنان، وخاصة سكان ألجنوب ووضع لها الصدر شعارات براقة، كالإيمان بالله والحرية والعدالة الاجتماعية والوطنية وتحرير فلسطين، ولما كان «كلّ» الشيعة، شأن أي جماعه لا كيان لها إلا متخيّلاً ومتوهماً ومرموزاً إليه، عمل موسى الصدر على نصبه وتجسيمه في شارات تقربه من المخيّلات، وتحمله على الحقيقة. فكانت التظاهرات الكبيرة التي تجمع عشرات الألوف من ألناس وتضمّ أجنحة الشيعة أللبنانيين في الجنوب والبقاع وفي الريف والمدينة، وكان رفع ألحرمان شعاراً ليميز الشيعة أنفسهم الذين أقاموا على التشيع الحق ـ على ما يراه الشيعة ـ وما يفترضه من قهر أو «مظلومية»، ليميزهم عن الذين تخلوا عن قومهم والتحقوا بذوي الامتيازات. وكان لشعار «الحرمان» دوراً جامعاً؛ إذ يذكّر بالفرق بين الشيعة وبين غيرهم داخل الفئة أو الطبقة الواحدة ) المصادر : 1- حزب الله تحت المجهر رؤية شمولية -علي حسين باكير 2- الشيعة في لبنان - من التهميش إلى المشاركة الفاعلة – مجموعه من الباحثين2012 3- هل الثورة السورية محرقة حزب الله , علي الامين وآخرون2014 4- عبد المنعم شفيق، حقيقة المقاومة: حزب الله رؤية مغايرة، ط1، 2000 التكملة في الجزء الثاني بعون الله .

التعليقات على خبر: جذور حزب الله اللبناني (الجزء الاول)

حمل التطبيق الأن